ســــورة البـــقرة- سمى النبي صلى الله عليه وسلم سورتي البقرة وآل عمران بالزهراوين أو الزهرتين.
- من حفظ سورة البقرة كانت له ظلاً في يوم القيامة أو وقاية أو ستراً من النار.
- هي أطول سورة في القرآن وقد أخذت جزئين ونصف الجزء الثالث وهي سورة مدنية.
سبـب تســميـة ســورة البـقرة:بني إسرائيل كان بينهم وبين قبيلة أخرى مشاحنات. وفي إحدى الأيام ذبح رجل
من بني إسرائيل ابن عمه، وأخذ جثته ووضعها عند القبيلة المعادية، حتى تظن
بني إسرائيل أن القبيلة المعادية هي التي قتلت رجلاً من رجالها. فأرادت
القبيلتان القتال، ولكن بني إسرائيل ذهبوا إلى موسى عليه السلام كي يبين
لهم القاتل. فناجى موسى ربه وأمرهم بأن يذبحوا بقرة. وعندما وجدوا البقرة
المطلوبة اشتروها من صاحبها بعد أن جمعوا الذهب وذبحوا البقرة. وضربوا جثة
الميت بالبقرة فقام الميت واقفاً وأخبرهم باسم قاتله ألا وهو ابن عمه.
فظهرت براءة القبيلة الأخرى، وهذا هو سبب تسمية سورة البقرة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ *المــفــردات:- لا ريب فيه: لا شك في أنه من عند الله.
- هدى: هداية وإرشاد.
- للمتقين: الذين أخذوا لأنفسهم وقاية من النار.
المـــعــنى:الم *اختلف العلماء في بيان معنى هذه الحروف، فقالوا:
- هذه الحروف اسم من أسماء الله تعالى.
- هذه الحروف هي سر إعجاز القرآن وهو تحدي من الله عز وجل للناس جميعاً ليعرفوا معناها.
- وضعت هذه الحروف كفواصل بين السور.
- وضعت هذه الحروف للتنبيه لأن بعدها آيات مهمة.
ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ *هذه الآية متعلقة بالإيمان وليس هناك عمل يصح بغير إيمان.
كلمة "ذلك" تشير إلى أن الخطاب لجميع البشرية وأنهم مطالبين بإتباع شرع
الله. "ذلك الكتاب لا ريب فيه" يشير الله أن الخطاب للسامعين ويراد به شد
الأذهان إلى الكتاب وهو القرآن الذي لا شك ولا ريب فيه.
"هدىً للمتقين": "هدىً" أي الهداية، و"المتقين" هم المنتفعون بالآيات
القرآنية. فالإنسان الذي يريد الطريق المستقيم ويريد الخير والفلاح يقرأ
القرآن الكريم وينتفع به.
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ
الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ
بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ
يُوقِنُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ *المــفــردات:- الإيمان: هو التصديق الذي لا يخالطه شك.
- الغيب: ما غاب عنهم من حساب وجزاء وجنة ونار.
- يقيمون الصلاة: الإتيان بها مقومة معتدلة، والمقصود استيفاء أركانها وشروطها.
- يوقنون: الاعتقاد الذي لا يقبل الشك.
المـــعــنى:الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * قول -----> إيمان بالغيبيات
الإيمــان ----->
عمل -----> الصلاة + الزكـاة
الإيمان
هو التصديق التام. شعر هذه الأمة هو الإيمان بالغيب. فالغيب هو المحجوب
الذي لا نراه وغالب إيماننا قائم على الإيمان بالغيب كالإيمان بالله
وملائكته واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
"يقيمون الصلاة" تبين علاقة الإنسان بربه، "ومما رزقناهم ينفقون" تبين علاقة الإنسان بالناس.
فالصلاة هي صوم عن الكلام والطعام والشراب، والصيام في الصلاة أفضل من
الصيام في رمضان. والصلاة تعتبر زكاة أوقاتنا فمقدار صلاتنا في اليوم
يساوي مقدار الزكاة التي نخرجها. وزكاة أوقاتنا أفضل من زكاة أموالنا.
في الصلاة تتحقق جميع أركان الإسلام من شهادتين وصوم وحج وزكاة، ولأهمية الصلاة خصت بالذكر في بداية هذه الآيات.
وهي الفريضة الوحيدة التي أمرنا بها في السماوات السبع، وهي هدية الله
سبحانه وتعالى إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم. والصلاة هي العبادة
الوحيدة التي فيها انحناء وخضوع لله سبحانه وتعالى وهي الرمز لبقية
العبادات.
لماذا قال سبحانه وتعالى "يقيمون الصلاة" ولم يقل يفعلون الصلاة أو يأتون الصلاة؟
لأن الصلاة يجب أن تقام ظاهراً بشروطها وأركانها، وباطناَ بالخشوع فيها.
"ومما رزقناهم ينفقون" أشار إلى أن المال هو من عند الله. والإنفاق هو
العطاء في سبيل الله، وهو أعم من الزكاة ويحصل المسلم من وراءه على الأجر.
والإنفاق نوعين: إنفاق محرم وإنفاق مشروع. الإنفاق المحرم مثل شراء
المخدرات والخمر. والإنفاق المشروع هو الإنفاق على الأهل وعلى الفقراء وما
إلى ذلك.
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ *هم الذين يؤمنون بالله وما أنزل عليك من قرآن وسنة. وما أنزل على من كان
قبلك من الأنبياء والمرسلين، ويشمل هذا الإيمان بالكتب السابقة. وآمنوا
كذلك بالآخرة إيماناً يقينياً لا شك ولا ريب فيه.
أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *
لا غرابة في أن يكون هؤلاء ذوي مكانة عالية عند الله، يشار إليهم وأولئك
البعيدون في مرتبة الكمال هم الفائزون في الدارين والفلاح هو أسمى مراتب
الفوز.
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ
تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى
سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ *المــفــردات:- أأنذرتهم: التحذير والتخويف.
- ختم على قلوبهم: الختم هو الطبع. قال صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمن
إذا أذنب نكتت نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب واستغفر صقل منها، فإن زاد
زادت حتى يغلف بها قلبه، فذلك الران." قال تعالى: "بل ران على قلوبهم ما
كانوا يكسبون" يقول الإمام القرطبي في تفسير هذه الآية: "الران يتغلف
القلب بالمعصية فلا يكون إلى الخير إلى قلبه مسلك ولا للشر منه مخلص".
- غشاوة: وهي الغطاء والمقصود أن هذه القلوب طبعت فلا تسمع الخير ولا تترك
الشر، فمنعتهم معصيتهم من أن يروا ونتيجتهم أن لهم عذاب أليم.
المـــعــنى:إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ *هؤلاء الذين كفروا وجحدوا بنعمة الله، ووجب على المؤمن إبلاغهم وتحذيرهم
ولكن بدون مبالغة، لأن قلوبهم مغلفة ومتحجرة ولا يرون الطريق الصحيح. قال
تعالى: "إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلاً".
خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ *لماذا ذكر الله سبحانه وتعالى (القلب، والسمع، والبصر) في هذه الآية؟
لأن هذه الحواس هي التي يتحصل بها العلم. فحواس الكفار قادرة على رؤية الأشياء من حولها ولكنهم لا ينتفعون بالنصيحة.
الغشاوة دليل على رقتها والمقصود أن الكفار يرون ولكن لا ينتفعون وذلك يدل
على تفاهة ما يحجبهم عن الله سبحانه وتعالى. فنتيجة هذا العناد والكبرياء
سيأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر ولهم عذاب أليم.
المرجع:التفسير الواضح
للدكتور محمد محمود حجازي
جامعة الأزهر
وبعض رؤوس أقلام من شرح الدكتور
((( منقول )))